يلعب البحر الأحمر دوراً حيوياً في الشحن العالمي وتتجلى هذه الأهمية في حجم الشحنات التي تمر عبر هذه المنطقة وطبيعتها الاستراتيجية، بشكل خاص لنقل النفط والغاز الطبيعي المسال للعالم بأسره،
وتعتبر منطقةُ باب المندب حلقةَ وصلٍ بحرية استراتيجية بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس،
وفي السياق شكّل استهداف القوات اليمنية للسفن "الإسرائيلية" وتلك المتوجهة إلى كيان الاحتلال ضغطاً كبيراً على الأسواق "الإسرائيلية" بسبب طول الرحلات وارتفاع كلفة التأمين ما يرفع الأسعار في الأسواق "الإسرائيلية" ويهدد بعض السلع بانتهاء تاريخ صلاحيتها سريعاً،
فقد اعتادت سفنُ شحنِ الحاويات التي تجلب السلعَ إلى الكيان الصهيوني الدخولَ إلى مضيق باب المندب ومنه إلى ميناء إيلات في، أو قناة السويس المصرية ومن ثم إلى ميناء أسدود أو حيفا...
فما هو تأثير الاجراءات التي تتخذها القوات اليمنية على الاقتصاد "الاسرائيلي" بما فيها ميناء ايلات عن ذلك يحدثنا الباحث في الشؤون الاقتصادية زياد ناصرالدين، الذي لفت الى ان مرفأ ايلات هو المتضرر الاكبر في موضوع باب المندب والبحر الاحمر لانه من خلال هذا المضيق يتم استيراد 70% من الامن الغذائي الاجتماعي اضافة الى استيراد آليات النقل والمواد الاولية والتصدير الى غرب اسيا .
واوضح ناصر الدين الى ان الواقع الاقتصادي يقول ان هذا المرفأ يعاني من شلل كامل بنسبة 80 الى 85% حيث ارتفع النقل الفوري الجوي نتيجة هذا الامر الى داخل كيان العدو بما يقارب 173% .
ويشير ناصرالدين الى ان نتائج الخسائر في الاقتصاد الاسرائيلي ستظهر خلال المرحلة المقبلة، موضحا ان ما قامت به اليمن كبير جدا وله تأثيرات مباشرة ، واضاف :" صمود الشعب الفلسطيني وجبهة الجنوب المفتوحة ضد العدو واستهداف السفن في باب المندب الى جانب الاكلاف الكبيرة التي يتكبدها الاقتصاد الاسرائيلي والتي تم الاعتراف ب 60 مليار دولار كأكلاف للحرب المباشرة وغير المباشرة، ستعطي النتيجة في الايام المقبلة ".
الواقع الجديد للشحن البحري في باب المندب فاقم الأزمة الاقتصادية داخل الكيان الصهيوني وكبد إسرائيل خسائر إضافية إلى جانب خسائرها جراء الحرب على غزة، ويرى الخبراء الاقتصاديون ان إغلاق باب المندب في وجه السفن المتجهة الى موانئ العدو شكّل ضربة إستراتيجية للتعاملات التجارية إذ إن بدائل الشحن البحري مكلفةٌ للغاية ولا يمكن للاقتصاد "الإسرائيلي" تحملها على المدى البعيد.